أميرة مسلمة عضو فعال
عدد الرسائل : 198 العمر : 43 العمل/الترفيه : كتابة مقالات وقصص عدد مساهمات الاعضاء : تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: لم تكن ترى صاحب الصوت !! السبت فبراير 07, 2009 2:51 pm | |
|
هذه القصة ليست من وحي الخيال...
هي قصة رأيتها بعيني.. مشهداً مشهداً
وعشتها لحظة بلحظة..
هي إهداء إلى كل يائس.. تائه في بحر هذه الحياة..
وكلنا – في بعض الأحيان – يكون هذا الإنسان......... ******************** لم تكن ترى صاحب الصوت.. فقط سمعته يسألها بنبرة مشفقة:
"ما المشكلة يا سيدتي؟"
تهدج صوتها وهي تجيبه:
"زوجي كان يعمل هنا بعقد مؤقت قبل أن يتوفاه الله.."
وبدأت في البكاء وهي تستطرد قائلة:
"وقد لحق به ولدي ولم يتبقَ لي في هذه الدنيا إلا هذه الابنة"
وأشارت إلى طفلة جميلة لا يتعدى عمرها الست سنوات أتت بصحبتها وكانت سندها في كل خطوة وكل حركة.. ثم استكملت حديثها:
"لقد أصبت بورم خبيث في المخ تسبب لي في فقدان البصر.."
فاشتد بكاؤها.. لم تفلح محاولات الرجل في تهدئتها، ولا أفلحت الزميلة الأخرى التي كانت تشهد الموقف في صمت..
أضافت السيدة:
"لقد حضر طبيب أجنبي إلى القاهرة، وسوف يجري عشر عمليات جراحية لغير القادرين.. أنعم الله عليّ وكنت من بين الحالات المختارة بل وخفضت وزارة الصحة تكاليف العملية إلى أقصى حد ممكن حتى صار المبلغ المطلوب مني سداده 500 جنيه لا غير.."
انتحبت السيدة عند هذا الحد قبل أن تقول:
"لكنني لا أملك هذا المبلغ.. لقد كنت مدرسة بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية، ولكن بعد فقداني البصر اضطررت إلى ترك العمل.. وأنا الآن أسعى وراء الحصول على قرار بعودتي إلى العمل إذا نجحت العملية أو التعيين في إحدى مدارس (النور والأمل) حتى أتمكن من الإنفاق على نفسي وعلى ابنتي تلك..."
"أريد أن أقابل رئيس الجامعة لأطلب منه إعانة.."
نظر إليها الرجل في أسف وتبادل النظرات مع الزميلة قبل أن يجيبها:
"معذرة..ولكن رئيس الجامعة لا يملك مساعدتك فزوجك رحمه الله لم يعد على قوة الجامعة"..
استمرت السيدة في البكاء.......
ساد الصمت وغلف الأسى ملامح الرجل والفتاة قبل أن يلتقط الرجل مظروفاً فارغاً ويضع فيه مبلغاً من المال ثم يشير إلى الفتاة، التي نهضت على الفور واقتربت منه، فقال لها في خفوت:
"خذي هذا.. واصحبيها إلى بقية الزملاء ربما ترق قلوبهم ويساعدونها.."
اصطحبتها الفتاة وبدأت تتحدث إليها محاولة بث الأمل في نفسها..
دخلت الفتاة إدارتها ومعها الطفلة الصغيرة وهي تقود أمها الكفيفة .. أجلستهما وبدأت تقص القصة على كل من تلقاه من زملائها..
جمعت 150 جنيهاً لا غير.. فقالت السيدة وهي على مشارف البكاء:
"لا فائدة.. لابد أن أذهب.. عليّ أن أتوجه إلى وزارة التربية والتعليم لأرى ما قرروه بشأن الطلب الذي تقدمت به إليهم.."
واستطردت قائلة:
"لقد يئست.. يوم السبت هو الموعد المحدد لي لإجراء العملية ونحن اليوم الأربعاء..لا فائدة"
قالت لها الفتاة الباسمة:
"لا يأس من رحمة الله.. الله موجود وهو معكِ .. وقادر على أن يشفيكِ"
وأضافت:
"أرجوكِ .. اسمعي قولي واحضري في الغد .. وسوف آتيكِ بالمبلغ كاملاً إن شاء الله"
أجابتها السيدة:
"أنا من الإسماعيلية وقد لا أتمكن من الحضور مرة أخرى.."
فقالت لها الفتاة:
"أرجوكِ .. تحاملي على نفسك وأتيني في الغد.."
وجاءت السيدة إليها بالفعل في اليوم التالي..
استقبلتها الفتاة وأجلستها وأعدت لها ولابنتها كوبين من الشاي.. فكان كل من يمر بالسيدة يسأل عما بها ، فتقص عليه الفتاة قصتها حتى تجمع معها 300 جنيه بالإضافة إلى مبلغ العملية الذي أعطاها والدها إياه..
ولم ينسَ زملاؤها أن يعطوها بضعة جنيهات منفصلين لتتمكن السيدة من ركوب أي وسيلة مواصلات شاءت في رحلة العودة..
"لقد كنتِ (وش السعد) بالنسبة لي بالأمس.. لقد وافق الوزير على طلبي وسوف يعيدني إلى عملي سواءً نجحت العملية أم لم تنجح.."
هكذا بدأت السيدة حديثها مع الفتاة التي أجابتها باسمة:
"الحمد لله"
قبل أن تدنو منها وتفتح المظروف وتقول لها:
"لقد كنتِ تريدين 500 جنيه.. أليس كذلك؟"
أجابتها السيدة:
"بلى يا بنيتي"
فقالت لها الفتاة:
"فهاهي الخمسمائة جنيه وفوقها 300 أخرى وبضعة جنيهات للمواصلات"
بكت السيدة وأمسكت بيد الفتاة تريد تقبيلها.. فسحبت الفتاة يدها سريعاً وقالت لها:
"لا تشكريني..بل اشكري الله"
فرددت السيدة:
"الحمد لله.. الحمد لله"
"لن أنسى ما فعلتِ أبداً يا ابنتي ولا ما فعلتموه جميعاً.. وإذا أنعم الله عليّ بالشفاء – إن شاء الله – فسوف آتيكم بوجبة "سمك" من الإسماعيلية"
ضحكت الفتاة وقالت لها:
"كتب الله لكِ السلامة"
لم ترها الفتاة بعد ذلك.. ولم تعلم – للأسف – هل نجحت العملية الجراحية أم لم تنجح، لتعذر الاتصال بالسيدة..
ولكن.. ظلت هذه السيدة أمام عينيها ولم تنسَ هذا الموقف أبداً..
كانت تتذكره فتبتسم وتدعو للسيدة بالخير..
وتتذكر معه في كل حين رحمة الله الواسعة ورزقه الذي يأتي الإنسان من حيث لا يدري ولا يحتسب..
فإذا دق اليأس بابها يوماً..لم تجبه.. ووضعت أمامه قصة هذه السيدة حائلاً دون نفاذه إلى قلبها...
************************** | |
|
ضرارالعبيدي المراقب العام
عدد الرسائل : 398 العمر : 58 الموقع : https://www.facebook.com/DHERARALOBAIDIi العمل/الترفيه : اعمال حره عدد مساهمات الاعضاء : كيف تعرفت علينا : دعوة عضو تاريخ التسجيل : 15/12/2008
| موضوع: رد: لم تكن ترى صاحب الصوت !! الخميس فبراير 12, 2009 1:12 am | |
| الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد جزاك الله خيرا | |
|
المدير العام محمد شعبان
عدد الرسائل : 322 العمر : 34 الموقع : اتباع المصطفي العمل/الترفيه : مدير اداره المنتدي عدد مساهمات الاعضاء : تاريخ التسجيل : 13/12/2008
| موضوع: رد: لم تكن ترى صاحب الصوت !! الخميس فبراير 12, 2009 1:40 am | |
| الحمد لله الذي فرج كرب هذه السيدة علي يد الفتاة جعله الله في ميزان حسناتها وحسناتك ان شاء الله بارك الله فيكي اخيتي وجزاكم الفردوس الاعلى واسكنك مع الانبياء والمرسلين
| |
|
أميرة مسلمة عضو فعال
عدد الرسائل : 198 العمر : 43 العمل/الترفيه : كتابة مقالات وقصص عدد مساهمات الاعضاء : تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: رد: لم تكن ترى صاحب الصوت !! الأحد مايو 10, 2009 2:20 pm | |
| جزاكما الله خيرا إخوتي
وجمعنا في الفردوس الأعلى ... آمين
| |
|