الاسلحة التي صنعتها الآمة العربية ,وقاتلت بها اعداءها لم تكن كلها سيوف ودروعا ومنجنيقات ,
فعلى رأس أسلحة هذه الآمة ,ترتفع شاهقة ,اسلحتها الفكرية والعقلية والروحية ,وهذه الاسلحة
هي التي أبعاد انسانية .للاسلحة التقليدية ..وهي التي جعلت معارك الامة العربية معارك حضارية
كانت تستهدف في الاصل والاساس والجوهر..انتشال الانسان من حضيض القمع والقهر والاستبعاد
الى مستوى الانسان الذي يزهوبقيمة انسانية ونقاء والتاريخ لم يكن تاريخ مجموعة من السيوف انطلقت
من ارض الجزيرة العربية وقامت بتحرير كل تلك الارض العربية التي ايحتلها الروم والفرس فالتاريخ الاسلامي
هو في الوقت نفسه ,وفوق مجموعة السيوف ,هو تاريخ العقل الاسلامي الذي قام بدوره الطليعي الباسل
في تحرير عقل الانسان من العنصرية والهمجية ..والجاهلية ..ان كتيبة الصدمية الامامية للامة العربية
كانت على دوام كتيبة علمائها وفلاسفتها وشعرئها وكتابها ..كانت هذه الكتيبة هي التي تقصف بمنجنيها العقل
البشري اسوار التخلف العقليوالانهياراتالحضارية ,والاحباطاتالروحيةمن اجل هذا لعب الكتاب دورا اساسيا في
الامة العربية فالاول مرة يتحول السيف من فولاذ بارد قاطع الى قلم يخترق في صدرة وهج الحقبقة الانسانية ولهبا
والذي يقلب ملف تاريخ هذه الامة لابد واتقع عيناه على الصفحات المجيدة التي قام بكتابتها ..الكندي
فيلسوف العرب ..وابن سينا شيخ الاطباء ..والفلاسفة ..وابن رشد ..الشارح الاكبر وابن خللدون اول فلاسفة التاريخ